۳۰ آبان ۱۳۹۱

نضح بما فيه



امير حسين
قد لا يصدق المرء  اولا يتصور ان تخرج كلمات غير لائقة وبعيدة عن اللياقة الدبلوماسية من مسؤول يحتل منصبا حكوميا مرموقا كجاسم بن حمد رئيس وزراء ووزير خارجية قطر وهو يتحدث بلغة الشارع الدارجة وفي اجتماع رسمي على مستوى وزراء الخارجية العرب ومن على منصة الجامعة العربية، ومازاد الطين بلة انه اهان نفسه واغلب النظام العربي الرسمي وحكامه عندما قال بالحرف الواحد "ان اغلب العرب اصبحوا خرفان" وبالطبع لم يقصد الشعوب العربية  لان الواقع غير ذلك واذا كان هدفه الشعوب فتبا له فقد خرجت لبنان رجالا اشاوس وابطال مرغوا ولاول مرة انف العدو الصهيوني بالوحل واذاقوه هزيمة مرة لن ينساها الى الابد. وهكذا في العراق والجزائر بلد المليون شهيد واليوم  في غزة الصمود حيث نسورها البواسل يكتبون من جديد تاريخ المنطقة وفي غيرها من الدول العربية التي لا تبخس رجالها الكبار وشعوبها التي قاتلت ضد الاستعمار والذين لا مجال لذكرهم.

فوجود "الخرفان" على حد قول بن جاسم وفي اعلى مراكز القرار  العربي انها كارثة واهانة كبيرة لهذه الامة المضحية التي تحتاج الى قادة ابطال يقودونها ويقفون كالجبل الاشم امام الصهاينة والقوى السلطوية العالمية دفاعا عن شعوبهم والمستقبل كما قال امين عام حزب الله السيد نصر الله للابطال الصامدين الذين يصنعون النصر لان زمن الهزائم قد اندثر والى الابد.
فتوصيف بن جاسم للواقع العربي الرسمي ربما هو اقرب الى الصواب وانه سيد الادلة والا لماذا تتأخر الجامعة العربية لتعقد جلستها  الا بعد اربعة ايام من العدوان الصهيوني عن غزة حيث يستمر نزيف الدم الفلسطيني ويقتل اطفالها بدم بارد حتى تجتمع هذه الجامعة لكن على استحياء ولم يحضرها سوى ثمانية وزراء خارجية عرب من بين 22 عضو من الجامعة اما ما صدر عنهم فكان مخجلا لا يتعدى الكلمات الفضفاضة التي لا تزعج الصهاينة بل يرتاحون لها كثيرا لانها تدخل في اطار امتصاص الغضب والنقمة الشعبية.
وربما  واقع الازمة السورية وتهافت وزراء الخارجية العرب الى القاهرة واجتماعاتهم المفتوحة لمناقشاتها وتاجيج نيران القتل والدمار في هذا البلد تعكس الواقع العربي الرسمي بصورة افضل حيث استطاع الغرب وبالذات اميركا من دفع وزراء الخارجية العرب الى المكوث في القاهرة باستمرار حتى توفر الارضية اللازمة لتدمير الدولة السورية واخراجها من محور الممانعة والمقاومة وضمها الى محور الاستسلام والاعتدال على حد وصفهم.
والامر الاخر الذي يثبت التوصيف  الذي ذهب اليه حمد بن جاسم بان اغلب الدول العربية خاصة السائرة في الركب  الاميركي لا تمتلك  اية رؤية او استراتيجية  لسياستها وهذا امر لاغبار عليه ويعرفه الجميع انهم يطبقون سياسات معلبة تأتي اليهم حتى وان اضرت  بمصالحهم لانهم لاحول لهم ولا قوة  بذلك وهناك امثلة كثيرة ابتداء من الحرب المفروضة على ايران مرورا بحرب تموز المجيدة على لبنان وحرب غزة الاولى واليوم حرب  غزة الثانية ونتحداهم ان يرسلوا طلقة واحدة الى غزة او يهددوا العدو الصهيوني باتخاذ اجراءات عملية عليه، وفي وقت نراهم  يبذلون المال السخي ويرسلون  السلاح والتجهيزات المتطورة الى سوريا بهدف تدميرها وتقاتل ابناءها خدمة للاسياد.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر