۳۰ آبان ۱۳۹۱

غزة على موعد مع النصر المؤزر


لاشك بان الصهاينة تفاجأوا بصواريخ المقاومة الفلسطينية التي انطلقت من غزة خلال الخمسة ايام الاخيرة مثلما تفاجأوا قبل ذلك بصواريخ حزب الله 2006 وانزلتهم الى الملاجئ مذعورين مدحورين لاول مرة في حياتهم وقد كشف عمقهم، لكن هذه المرة اتسع نطاق ذلك فقد ذهبت صواريخ حماس والجهاد الاسلامي الى ابعد من تل ابيب وبات الخمسة ملايين صهيوني مكشوفين تماما حيث الرعب يداهمهم في كل لحظة بعد ما اكتوى الشعب الفلسطيني بنيرانهم لاكثر من سبعة عقود وها هي اللحظة التاريخية تباغتهم ليعيدوا حساباتهم ويقرروا العودة من حيث اتو ولا مجال للمجاملة والتسويف والمساومة على ذلك. فاستخدام المقاومة الفلسطينية لاول مرة صواريخ متطورة من نوع "فجر 5" و"غراد" و 107 قد غيرت موازين الرعب لصالحها وهذا ما اتضح تماما وفق قاعدة من يصرخ اولا فتصريحات المسؤولين  الصهاينة وما تسرب من فلسطين المحتلة ومنها صحيفة هآرتس التي كتبت في عددها ليوم الاحد الماضي بان "نتانياهو ابلغ  الرئيس الاميركي اوباما والمستشارة الالمانية ميركل استعداده لوقف اطلاق النار ازاء وقف المقاومة الفلسطينية لهجماتها الصاروخية. هذا في وقت لم تستخدم بعد المقاومة الفلسطينية جميع اسلحتها التي ستفاجئ بها الكيان الصهيوني بشكل اكبر، ونموذج ذلك ظهور راجمة الصواريخ التي دكت امس الاول بئر السبع بقوة. فدقة صواريخ المقاومة واصابتها للاهداف الصهيونية اصبح امرا مفروغا منه لدرجة بان الذين يقبعون في الملاجئ  باتوا لا يأمنون على انفسهم فيها لذلك طالبوا السلطات باغلاق ابوابها لتوخي الحذر.
واليوم بات المجتمع الصهيوني وحماته يدركون جيدا  ان المنطقة على ابواب التغيير  الحتمي، وان حماقة نتانياهو دفعت الشعب الفلسطيني وجميع فصائله الاسلاميةوالوطنية لاتخاذ قرارهم النهائي والتاريخي بتحرير فلسطين من النهر الى البحر واذا كان هناك من شذوذ في هذه القاعدة فستكون  منحصرة في دائرة قيادات السلطة فقط وليس قواعدها.

 ان المقاومة الفلسطينية وفي مقدمتها حماس والجهاد الاسلامي المتصدرتان اليوم للمشهد الغزاوي يتحملان مسؤولية جسيمة ومصيرية خاصة وانهما يمران والشعب الفلسطيني معهما في منعطف تاريخي خطير  فان اخطآ الهدف اوزلت قدميهما تحت الضغوط الاقليمية والدولية التي تمارس عليهما باسم التهدئة والعودة الى نقطة الصفر فتلك خطيئة لا تغتفر وهذا غير متوقع منهما بالطبع لان الشعب الفلسطيني ولاالتاريخ سيرحمهما. واننا على يقين بانهما. بمستوى المسؤولية ويقدران الموقف بدقة متناهيه لاتخاذ قرار صائب يلجم العدو الغاشم عن اعتداءاته واغتيالاته ويرفع الحصار عن غزة واذا ما حصل ذلك فانه تطور ايجابي يدخل في باب الهدنة والاعتراف بالمقاومة الفلسطينية  على انها رقم حاسم في معركة الصراع مع العدو.
فمعركة غزة اثبتت ان الشعب الفلسطيني عندما يعتمد عن ابنائه  وطاقاته  الذاتية متجردا من النظام العربي الرسمي وضغوطه لقادر عن صنع المستحيل وعليه ان يواصل  هذا النهج ليصل الى اهدافه المنشودة، وما ادل على ذلك الاجتماع الاخير للجامعة العربية الذي لم يتمخض عنه سوى الكلمات الفضفاضة التي لا تغني عن جوع.
فمعركة غزة تركت بصمات ليس على واقع المنطقة ومعادلتها فقط بل على الواقع الدولي ايضا حيث ستعيد دول العالم حساباتها تجاه الكيان الصهيوني المحتل لارض فلسطين منذ اكثر من سبعة عقود، اضافة الى انها اعطت بعدا  جديدا لمحور المقاومة على انها تيار جارف في المنطقة بات يتمدد ليخلص شعوبها من نير الاستبداد  والاستعباد  والتبعية للخارج.
فهطول مئات الصواريخ على المدن والمستوطنات في الارض المحتلة المدن والمستوطنات في الارض المحتلة وتزايد خسائره البشرية والعسكرية والاقتصادية افقد العدو صوابه وبات مرتبكا مذعورا يبحث عمن ينجيه من المهلكة ومستنجدا باميركا والغرب وللاسف حتى العرب لوقف اطلاق النار  وعلى القاهرة التي اصبحت محطة لهذا الامر ان تتعامل من منطلق المنحاز للغزاويين المظلومين والضحايا بصفتها دولة عربية مسلمة وليست وسيطا وهذا لا يتناسب مع شأن مصر وثورتها وتاريخها واذا لم يكن كذلك فما الفرق بينها وبين نظام مبارك العمق الاستراتيجي للعدو الصهيوني.
ومن نعم الله عن المسلمين ان جعل اعداءهم من الحمقى حيث ارتكب الارهابي نتانياهو غلطته التاريخية بشن عدوانه الغادر على غزة وابنائها وفتح النار على نفسه في غرة شهر محرم الحرام الذي انطلقت فيه الثورة الحسينية واضاءت الطريق لكل المظلومين والمضطهدين في الكرة الارضية وها هو اليوم الشعب الغزاوي يستلهم دروس الشهادة والاباء من حفيد رسول الله ويسترخص دمه فداء للدين والوطن والتخلص من المحتلين الظالمين وانه على موعد مع النصر المؤزر باذن الله في هذا الشهر الذي انتصر فيه الدم على السيف.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر