۳۰ آبان ۱۳۹۱

اللهب السوري يصل الاردن!!


مهدي منصوري
حاولت بعض الدول الاقليمية تطويق الازمة السورية ومنذ بدايتها وذلك بدعوتها الاطراف المعارضة  الى الجلوس الى طاولة  الحوار  والوصول الى تهيئة وضع يستطيع فيه الجميع استحصال حقوقهم وتحقيق مطالبهم المشروعة التي يقرها الدستور السوري.
الا ان بعض الدول التي اتخذت جانب العداء من الشعب السوري قد وجدت  فرصتها في الاقتصاص من هذا الشعب لمواقفه البطولية والصامدة في افشال المخططات الاستعمارية والاستكبارية في المنطقة والتي كانت ترفع لواءها تلك الدول. فلذلك وبدلا من اطفاء النار واخمادها اخذت تصب الزيت على النار من خلال تجميع الارهابيين والقتلة من مختلف البلدان وتدريبهم وتسليحهم وارسالهم الى سوريا لخلق حالة من الارباك في الداخل السوري ظنا منهم ان الامر يقتصر على ايام معدودة ويتمكنون استحصال   موافقة المجتمع الدولي على التدخل  العسكري لانهاء  الامر هناك  كما حدث في ليبيا.
الا ان صمود الشعب السوري ووقوفه الى جانب حكومته قد أفشل هذا المشروع بل اماتة في مهده ولذلك لم يتبق  لديها سوى ابقاء  النار مشتعلة ولكنهم وللاسف نسوا او تناسوا أو انهم يدركون جيدا ان نار اللهب السوري وكما حذرت  بعض الدول الحريصة على امن المنطقة واستقرارها كالجمهورية الاسلامية ولبنان والجزائر والعراق وغيرها من الدول من ان هذه النار لايمكن ان تبقى سجينة الداخل السوري وانها لابد ان يصل لهيبها حتى لتلك الدول التي كانت تنفخ في نارها وها هي تركيا قد بدأت تحترق بلهيب هذه النار من خلال تحرك الاكراد والمواجهات التي تتم بين الفترة والاخرى وتسعى في قتل الجنود الاتراك مما شكل قلقا كبيرا للحكومة التركية.

ولكن الاهم في الامر والذي بدأ يقلق هو التحرك الشعبي في الاردن والذي بدأ بالمطالبة باصلاحات دستورية وانتهى بالامس الى المطالبة برحيل الملك الاردني مماشكل انعطافة كبيرة في هذا التحرك تستدعي عندها التساؤل هل ان لهب النيران السوري قد تجاوز الحدود  ووصل الى الاردن؟ وهل ان الدول الخليجية كقطر والسعودية لها دور في هذا التحرك من اجل اخضاع الاردن الى مطالبها والوقوف معها في مؤامراتها ضد الشعب السوري؟
ولابد لنا من التاكيد ان الاردن اليوم تعيش وضعا داخليا قلقا بسبب اصرار المعارضة على الاستمرار في مطالبها وذلك من خلال  امتداد التظاهرات الى خارج العاصمة مما شكل قلقا كبيرا ليس فقط في الداخل الاردني بل حتى خارج هذا الاطار خاصة وان الوضع على الجبهة الفلسطينية قد اشتعلت آواره ولا ندري كيف سينتهي خاصة وان الاردن يضم مجاميع كبيرة من الفلسطينيين الذين لايمكن ان يبقوا متفرجين على ما يجري على ابناء شعبهم في غزة.
ومن الملفت للامر وبدلا من ان تعمل الحكومة الاردنية على العودة عن بعض قراراتها الاقتصادية الاخيرة خاصة في رفع سعر المحروقات والذي كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير الا ان رئيس الوزراء  الاردني وفي لقاء له مع احدى الفضائيات ومن اجل ان يحصل على الدعم الخليجي  فانه حذر من ان استمرار التظاهرات واتساعها قد يؤثر وبشكل مباشر على الامن والاستقرار لدى الجارة السعودية التي ترتبط معها بحدود تبلغ مساحتها اكثر من 700 كيلومتر وهذا ما يعني ارسال رسالة تحذير الى هذه الدولة بأن تتدخل في اقناع المعارضة الاردنية بالعودة عن استخدام الشارع وسيلة في تحقيق المطالب.
ولكن نقول وبصورة لا تقبل النقاش انه وفيما اذا ارادت الحكومة الاردنية او غيرها من الدول التي قد تطالها نيران الازمة السورية ان تسعى وتبذل ما لديها من جهد من اجل اخماد النار السورية وذلك بالعودة الى لغة الحوار والجلوس على طاولة لمناقشة كل المشاكل العالقة خاصة طرد المرتزقة الارهابيين الذين ليس فقط يشكلون تهديدا لدمشق بل لكل دول المنطقة لان هؤلاء لا يفهمون سوى لغة قتل الابرياء من ابناء الشعوب.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر