۲۸ آبان ۱۳۹۱

لا سبيل لهذا الكيان سوى الموت


حسين شريعتمداري
1 ـ يقال ان قرويا اراد ان يبع حماره في سوق المدينة، وصار ينادي باعلى صوته عن قصده. الا ان حماره كان يعض كل من يريد الاقتراب منه لشرائه، واذا ما حاول من خلفه كان يرفسه ويهرب. من شاهده هده الحالة بادر، لينصح القروي؛ احكم لجام الحمار وارجع فلا احد سيشتري حمارك هذا. وبادرهم القروي: لم آت بالحمار للبيع، ولكني كنت اريد ان يعرف الناس ما الذي اعانيه من هذا الحمار، كي يعلموا اني اذا هممت لقتله كي اخلص الناس من شره، لا يقدموا على تشكيل لجنة للدفاع عن حقوق الحيوان، وتصدر الامم المتحدة قرارا اعتراضا على ما حصل بالحمار.
2 ــ كان موشي دايان احد القادة العسكريين الصهاينة، اذ كان له دور مؤثر في احداث احتلال فلسطين والمجازر التي ارتكبت بحق الفلسطينيين، ثم تسنم قيادة اركان الجيش الصهيوني، ثم عين وزيرا للدفاع بتوصية  من الحكومة البريطانية واللوبي الصهيوني في اميركا. وقد اشتهر بمجازر بحق النساء والاطفال الفلسطينيين.
صحيفة (اكسبرسيون) الفرنسية  في عددها الصادر في 12 اكتوبر 2012، في نقلها عن مسؤولي النظام الصهيوني، كتبت: كان الجنرال (موشي دايان) ان يرى ان على القادة الاسرائيليين ان يتخذوا اسلوبا بحيث يفهم الاخرون منه انها (كلب مسعور)! كلب يهاجم كل من يشاء  ويعضه ويقتله!
الجدير  بالذكر ان موشي دايان قد فقد عينه اليسرى  خلال الحرب العالمية الثانية من طلقة نارية، الا انه الى اواخر عمره 1981 كان يضع لفافة سوداء على عينه، ولم يستعن بعين صناعية او منظرة سوداء، ويقال  انه كان يتعمد ذلك كي يعكس شكلا رهيبا للاخرين.
قبل شهرين (17 اكتوبر 2012) اطلقت اذاعة (فردا) وهي تدار من قبل السي أي ايه ولمواجهة ايران، تهديدات اسرائيل لايران، قائلة: ان الحكومة الاسرائيلية في مواجهتها لايران تعمل بسياسة "لقد جننت فحاولوا ان تقيدوني"! كي ترهب العالم من احتمال  حملتها العسكرية على المنشآت النووية الايرانية!

3 ــ رغم ان المسؤولين في اميركا واوروبا ومنهم؛ اوباما وديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا، وهولاند الرئيس الفرنسي، وكاترين اشتون سفيرة الاتحاد الاوروبي، قد اعتبروا الهجوم الاسرائيلي على غزة بانه (حق طبيعي)! للنظام الصهيوني في سبيل ابادة حركة حماس، الا ان الكثير من المراقبين والمختصين الغربيين يرون ان هذا التصرف الاسرائيلي غير المدروس سيوقعها في شرك خطير، وذلك لان اسرائيل قد جربت فشلين مرين متتاليين  في حرب الـ 33 يوما عام 2006 مع حزب الله اللبناني وحرب الـ 22 يوما عام 2008 مع حركة حماس.
ان اسرائيل في الوقت الذي هاجمت غزة عام 2008، كانت قد فرضت حصارا لمدة 18 شهرا قبل الهجوم، من الناحية الغذائية والدوائية والكهرباء  والغاز والماء. فقد اغلق نظام مبارك بالنيابة عن اسرائيل معبر رفح، ولم يسمح حتى بارسال الغذاء  والدواء الى اهالي  غزة. في هذه الاثناء كان نصر الكيان الصهيوني مؤكدا حسب الظاهر الا ان هذه الحملة الوحشية قد ووجهت بفشل مخز، بحيث وسمت لجنة (وينوغراد) الجيش الاسرائيلي بالعاجز، ووجه الجنرال (زائيف شف) الخبير الستراتيجي والعسكري الاسرائيلي المعروف وجه لوما شديدا للقادة العسكريين الاسرائيليين قائلا: ان الجنود  الاسرائيليين قد تدربوا على مهاجمة  المدنيين في الطرقات.
واليوم اذ تحشدت الظروف لصالح المقاومة وبضرر الكيان الصهيوني، فان حلفاء الكيان الغاصب في المنطقة وقد سقطوا في مزبلة التاريخ بفعل الثورات الاسلامية، وقد تحررت الدول الاسلامية وانضمت الى جبهة المقاومة. كما ان القدرة الصاروخية لحماس قد تضاعفت قياسا الى 2008، وقد جهزت بصواريخ حديثة بمديات بعيدة ربما تصل الى مئات الكيلومترات. وان شعوب المنطقة متلهفة لمواجهة الجيش الصهيوني قاتل الاطفال، وحسب الجنرال بترايوس ـ القائد السابق لاميركا في المنطقة والرئيس  السابق للسي آي ايه والذي استقال عن منصبه مؤخرا لفضيحة جنسية: "ان اميركا قد اضحت غريبة في المنطقة وان الشعوب تنظر الينا من منظار ايران".
من هنا فيمكن ان نستنتج ان اسرائيل ــ ونعتبر ذلك لطفا الهيا  لكلام الامام السجاد ــ لحساباتها الخاطئة قد وقعت في المهلكة.
4 ــ اول امس نقلت قناة (يورونيوز) تقريرا عن (باسكال يونيفاس) مدير مؤسسة العلاقات الدولية في باريس، كان قد احتمل ان تكون الحملة الصهيونية على غزة شبيهة بحملتها عام 2008، قائلا: "ان السيناريو  الاسرائيلي ليس حربا شاملة، فهم يعلمون  انه في هذه الحالة سيخسرون  الدعم الدولي، وان اسرائيل تكتفي الآن في تضخيم الدور الايراني كعدو اول وخطر حقيقي على المنطقة."
ويستطرد باسكال يونيفاس: "ان الظروف الحالية لاسرائيل هي اخطر من عام 2008. اذ ان حماس اكثر جهوزية وتملك اسلحة اكثر تطورا ــ في اشارة الى اسقاط الطائرة الحربية F16، وامطار تل ابيب بالصواريخ وتوجيه اطلاقات نحو البارجة الاسرائيلية في المتوسط... ــ كما وبامكان مقاتلي حماس ان يطلقوا على الدبابات الاسرائيلية من بعيد دون ان يكون قائد الدبابة على علم بجهة الاطلاق، في النهاية ستكون هذه الحملة الاسرائيلية على غزة فخا وقعت فيه اسرائيل، فاضافة الى النهاية الاكثر مرارة ــ او بمعنى اخر اكثر حلاوة ـــ من هجوم عام 2008، فهي ستثير الرأي العام العالمي ضد اسرائيل".
5 ــ لو كان النظام الصهيوني السفاحة قاتل الاطفال بمقدوره خلال العقود الماضية، وحسب (موشي دايان) لترهيب هذا وذاك، ان يعكس عن نفسه صورة (كلب مسعور)، فانه اليوم ومع الموج الهادر للصحوة الاسلامية والتي اتخذت من الثورة الاسلامية الايرانية منارا لها، سيكتفي هذا (الكلب  المسعور)  بالنباح فقط دون  ان يخيف احدا، بحيث حين كان نتنياهو يؤدي دور ذلك الكلب المسعور  ووجه بسخرية مسؤولي السي آي ايه.
في العام الماضي اعلن 16 مركزا امنيا اميركيا، من خلال اصدار بيان، وصفوا فيه اسرائيل بالخطر على الامن القومي الاميركي ، الامر الذي ليس غير مسبوق  في اميركا وحسب بل كان بعيدا عن التوقع، بحيث اعتبرته وسائل الاعلام الاميركية، ردا على اعتراضات الشعب الاميركي  في تظاهراته الواسعة والتي عرفت بحركة وول ستريت. الحركة التي اعتبرت العداء لاسرائيل  بمثابة معارضة النظام الرأسمالي، رافعين شعار الحد من بذل اموال دافعي الضرائب الاميركيين والاوروبيين لاجل الكيان الصهيوني.
6 ــ وهنا نتساءل من واية ايادي خفية، رمت اسرائيل في المهلكة الاخيرة ــ او حسب (يورونيوز) في الشرك الخطر- ؟ واليست جميع الشواهد والادلة تحكي ان هذا الكلب المسعور ــ حسب موشي دايان ــ والحمار العنيد ــ حسب ذلك القروي في اول حديثنا ــ بمهاجمته لغزة، لم تبق أي شك لاولئك الذين لا يريدون التصديق، بان الموت هو الحل  الوحيد  لتطهير الجغرافية السياسية للمنطقة من هذا النظام القاتل للاطفال؟! لاسيما وان الشعوب الاسلامية اليوم بانتظار اللحظة الحاسمة لمواجهة هذه الجرثومة الفاسدة.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر