۲۴ آبان ۱۳۹۱

الجامعة "العبرية"!!


مهدي منصوري
الذي تابع او يتابع مواقف ما يسمى بالجامعة العربية ومنذ تأسيسها وليومنا هذا يجد انها لم يكتب او يسجل في تاريخها انها وقفت مع مطالب الشعوب الحقة بل ان هيمنة بعض الدول العربية كالسعودية ومصر وغيرها قد اثرت على سياسة الجامعة واخرجتها عن حياديتها وجعلتها اداة طيعة لسياسات هذه الدول. ولذلك ولحد هذه الحظة تبقى الفاصلة كبيرة بينما ما تطمع اليه الشعوب من حياة آمنة وبين ما تقوم به الجامعة من ممارسات بعيدة عن مهامها التي رسمت لها.
ولو القينا نظرة عابرة حول موقف الجامعة من قضية الشعب الفلسطيني لوجدناها وفي كثير من الاحيان  متساوقة مع التوجه الصهيوــالاميركي ولايمت باي صلة الى تطلعات الشعب الفلسطيني ولذلك فان اسرائيل اخذت تعبث بحياة وارواح هذا الشعب من دون أي رادع او وازع لانها قد امنت الجانب العربي والذي لن يبدي أي قدر من الاهتمام سواء كان على ا لصعيد الاقليمي او الدولي في الضغط عليه من اجل ايقاف مسلسل اجرامه الدامي.
واخيرا لاحظت الشعوب العربية موقف الجامعة من الازمة السورية اذ انها انحازت وبكلها مستجيبة لرغبات دول مثل السعودية وقطر وغيرها الى جانب الارهابيين والقتلة وقد ادارت ظهرها لسوريا الدولة العضو فيها والذي شكل نقطة سوداء في تاريخ هذه الجامعة. وكذلك نجد انها وبتصرفاتها الهوجاء قد اطالت امد الحرب في هذا
البلد ولازالت تساهم في اطالته من خلال مواقفها غير المتعقلة والموزونة، ولايفوتنا ان نذكر "ان هذه الجامعة العاجزة والقاصرة والضعيفة هي التي دفعت بالملف السوري الى مجلس الامن وهي التي طالبت ولازالت تطالب بالتدخل  الدولي في حل هذه الازمة وكان آخرها بالامس عندما عقد اجتماع وزارة الخارجية الذي طالب فيه أمينها العام بان تتدخل الامم المتحدة ومن خلال فرض بنود الفصل السابع لايقاف عملية مطاردة الجيش السوري للقتلة المرتزقة والارهابيين لتوفير الحماية لهم لممارسة المزيد من اراقة دماء الشعب السوري من خلال  العمليات الارهابية والتفجيرات في المدن السورية.
وكذلك فانها وبصورة مخزية قد اعلنت دعمها ما يسمى بالمعارضة الممولة خارجيا وطالبت المنظمات الدولية وغيرها الاعتراف بها ممثلا وحيدا للشعب السوري مما يعكس وبصورة لا تقبل النقاش التدخل المباشر في الشأن السوري الداخلي وهو ما ترفضه كل الاعراف والقوانين الدولية والانسانية.
والملفت في الامر ولابد من تذكر القارئ الكريم به ان اجتماع وزارة الخارجية العرب بالامس كان من المفروض به ان يعقد اجتماعه ليس من اجل الاعتراف بالمعارضة السورية بل من اجل ايقاف نزيف الدم الفلسطيني الذي طالته  الطائرات المدفعية  الصهيونية ويلاحظ انهم قد أصموا آذانهم ولم يسمعوا صرخات الفلسطيني وهي الاقرب اليهم ولم يسمع العالم أي تصريح ينطلق من أي من اعضاء الجامعة وعلى اقل التقارير كلمة تنديد بالجرائم الصهيونية وتأييد لموقف الشعب الفلسطيني الصابر.
مما يؤكد ذلك حقيقة ان هذه الجامعة ليست عربية بل "عبرية" بمعنى الكلمة وقد اوضح سيد المقاومة السيد حسن نصر الله بالامس انه لو بقي اعتماد لبنان على الجامعة العربية لاحتلت اسرائيل ليس فقط لبنان بل كل العالم العربي.
لابد من التاكيد ان هذه الجامعة لم ولن تكن بعد اليوم اداة لخدمة ومقدرات الشعوب بل هي اداة طيعة بيد اعداء هذه الشعوب وجلاديها.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر