۲۴ آبان ۱۳۹۱

لبنان و معادلة الردع

يحتاج الشعور القومي والاسلامي والانساني تجاه قضايا الامة، الى مرتكزات اصيلة، من اجل تواؤم المواقف والافعال. بيد ان التشدق بالشعارات والمزاعم  الكبرى في غياب مثل هذا الشعور وهذه المرتكزات، يعطي قناعة راسخة ويقينا  قويا عن عدم اهلية المتشدقين ومدعياتهم للقيام باصلاح ذات البين، وتضميد الجراحات فضلا عن حقن الدماء البريئة التي تسفك  في المنطقة عموما وفي سورية ولبنان والعراق خصوصا.
وفي كلمته بمهرجان (يوم الشهيد) الاثنين 12/11/2012، حذر  العلامةالمجاهد السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله، من تحركات اميركا واسرائيل وفريق "14 آذار" لاشاعة الفتنة الطائفية، ونصح سماحته المعنيين بحديثه في لبنان بالتزام (مستوى  كبير من الوعي والتبصر، ونبذ العصبية والتحريض والاضاليل والاشاعات).
وتكتسب اهمية هذه النصيحة الربانية من واقع ما اعلنه السيد نصر الله: (ان المقاومة الاسلامية في لبنان استطاعت ان توجد معادلة ردع جديدة امام العدو الاسرائيلي) موضحا (ان هذه المعادلة تتكرس من خلال معادلة الجيش والشعب والمقاومة).

واضح ان هذا الاعلان يثير  الكثير من الغبطة والسعادة والاهتمام، لانه يجسد حصيلة التضحيات التي سطرها المجاهدون المؤمنون في لبنان وفلسطين بدعم من جبهة قوى الممانعة والمقاومة وعلى رأسها طهران ودمشق. لكن احد هذين القطبين، وهو سورية، يتعرض في الوقت الحاضر لحملة صهيوغربية مسعورة تستهدف اسقاطها من (معادلة الردع) التي اشار اليها سيد المقاومة.
في هذا المضمار يمكن القول دون مواربة ان (اجتماع الدوحة) تحت مظلة "جامعة الدول العربية" وتشكيل ما يسمى بـ "الائتلاف الوطني السوري"، يندرجان اولا واخيرا في سياق تجنيد القوى المضادة لمحورالمقاومةوالممانعة في الشرق الاوسط تحت ذريعة "دعم الثورة السورية".
وقد اجمع المراقبون على ان (هدف الحوار والتفاهم لتسوية الازمة السورية) محذوف مسبقا من اجندات هذا الائتلاف الذي شكل بايعاز اميركي اسرائيلي، وبتمويل قطري سعودي وذلك تحت "عباءة الجامعة العربية" التي تحولت عمليا الى مؤسسة لتكريس الفرقة والانقسام والتناحر في المنطقة.
ولتاكيد هذا العرض يمكن الاشارةالى دور قطر وآل ثاني المفضوح في التواطؤ العلني مع الاستراتيجية العسكرية والاستخبارية الاميركية ــ الاسرائيلية من جهة، وفي الاضطلاع المباشر في دعم العمليات المسلحة والجماعات التكفيرية وجرائمها الارهابية في سورية ولبنان والعراق من جهة اخرى.
وهذه ملاحظة خطيرة جدا على مستوى معرفة من يسعر الفتنة الطائفية في لبنان وسورية خصوصا وفي العالم الاسلامي عموما. الامر الذي يستدعي حذر ابناء  الامة من ابعاد هذه المؤامرة الدولية على المقاومة والجهاد والتصدي بوجه اسرائيل واميركا وهما العدو الاول للمسلمين والعرب.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر