۸ آذر ۱۳۹۱

اللعب في فريق الذئاب


حسين شريعتمداري
أماطت حرب الايام الثمانية التي شنتها اسرائيل على غزة وانكسرت فيها، وما واكبها من اخبار حول الدعم التسليحي والتدريبي للجمهورية الاسلامية لحركة المقاومة الفلسطينية، والذي ينشر لاول مرة بشكل رسمي، اضافة الى كونه استعراضا يفتخر به لقدرة ايران الاسلامية، يسجل في تاريخ النضال الفلسطيني، اضافة لذلك فقد اماطت خفايا اخرى من كواليس الفتنة الاميركية الاسرائيلية عام 2009. نستعرض منها؛
1 ـ قبل عدة اشهر اعلن قائد الثورة المعظم في حديث شفاف ولاول مرة، ان ايران لهاالدور في حرب الـ 33 يوما في لبنان والـ 22 يوما في غزة. بالطبع لم يشر سماحته الى كيفية هذه المشاركة والدعم الايراني، لحركة حزب الله وحماس. ولكن اليوم وبعد الانكسار الاسرائيلي في حرب غزة، فقد اعلن قادة الجهاد الاسلامي في فلسطين وحركة حماس، وحزب الله لبنان، وبصراحة، بان الاسلحة التي استخدمتها هذه الحركات ضد الكيان الغاصب هي من ايران، اذ  قال  قائد عمليات الجهاد الاسلامي الفلسطيني بأن جميع الاسلحة التي استخدمتها المقاومة الفلسطينية من الطلقة والى الصاروخ هي هدايا من الجمهورية الاسلامية الايرانية.
2 ــ ومن الاخبار التي اعلنت بشكل رسمي في هذه الاحداث، وهي ان المساعدات والتجهيز العسكري والتدريبي الايراني لقوات المقاومة الفلسطينية  كان منذ سنوات عديدة، وحسب احد قيادات حماس فان هذه المساعدات والدعم تسببت في الانتصار في حرب  الـ 33 يوما لحزب الله لبنان، ولحرب الـ 22 يوما لحماس قبال  الجيش الصهيوني قاتل الاطفال. ومن البديهي ان تكون مجريات هكذا اجراءات في فترة ليست بالقريبة.

3 ــ في احداث الفتنة الاميركية 2009 وبشهادة وثائق قدمتها صحيفة كيهان عدة مرات، فان الائتلاف الذي يدعي الاصلاحات، ومنظمة المنافقين، والبهائيين، والماركسيين، والقوميين، وجميع الفئات  المعارضة للنظام الاسلامي، تحت ادارة المثلث الاميركي الاسرائيلي البريطاني، وما يتطابق من شعارات اساسية لقادة وادوات الفتنة مع هذا المثلث، بحيث  يعتبر  اوباما، وفي موقف خارج عن الاعراف الدبلوماسية، اعتبر دعم الحركة الخضراء(!) واحدة من الاهداف  الستراتيجية لاميركا. كما واعلن رئيس وزراء  بريطانيا، ان ماهية الحركة الخضراء(!) تمثل عودة الى الحكم العلماني اللاديني.
فيما كان جواب هيلاري كلينتون لسؤال مراسل صحيفة (واشنطن بوست) والذي كان سؤاله عن مدى تأثير قرار مجلس الامن المرقم 1929 ضد ايران؟ قائلة: ان هذا القرار قد  صدر بالاساس دعما للحركة الخضراء و...
4 ــ ونتناول الدعم الصهيوني  لفتنة 2009، وهو ما يهمنا في هذه المناسبة. حيث اعلن نتنياهو خلال احداث فتنة 2009، وبشكل صريح "ان دعاة الاصلاحات هم الرأسمال الاكبر لاسرائيل في ايران"!
كما وقال شمعون بيريز رئيس جمهورية النظام الصهيوني السفاك "ان دعاة الاصلاحات يقاتلون الجمهورية الاسلامية بالنيابة عن اسرائيل"! وعشرات الامثلة الاخرى سبق وان تطرقنا اليها.
لربما يقول قائل؛ ان تصريحات رئيس وزراء ورئيس جمهورية النظام الصهيوني يراد منها التصيد في الماء العكر واستغلال فتنة 2009، وان هذه العبارات لاعلاقة لها بقادة الفتنة. وهنا نجيب على هذا الابهام بهذه النقاط:
الف: لماذا لم يبد مدعو الاصلاحات أي رد على تصريحات نتنياهو، وشمعون بيريز، بشكل شفوي وليس فقط بالتصريح بل وحتى بالتلويح والكناية؟! هذا في الوقت الذي كانوا لا يتركون أي انتقاد او اعتراض عليهم دون جواب في لقاءاتهم وكتاباتهم وخطاباتهم التي تدون في الصحف بشكل مستمر. واذا ما وجه مسؤول في ناحية تابعة لمدينة نائية من البلاد انتقادا معينا لهم، بادروه على الفور بالرد. اذن فلماذا لم يصدر منهم أي رد على هكذا تصريحات تمس حيثيتهم؟!
باء: ان ما طرحه نتنياهو وبيريز حول هوية قادة الفتنة  يتطابق بالضبط  مع مواقف وبرامج مسببي الفتنة، وبعبارة اخرى فان هذه التصريحات اذا لم تكن تطرح فان مواقف وبرامج قادة الفتنة هي لوحدها كافية لتتطابق مع اهداف النظام الصهيوني.
على سبيل المثال، اليس شطب قيد (الاسلام) من (جمهورية ايران الاسلامية)، وارتكاب ما يمس حرمة الامام الحسين(ع)، وتمزيق صور سماحة الامام الخميني(ره)، واطلاق الهتافات لصالح اميركا في يوم مناهضة الاستكبار العالمي، والهتاف لصالح اسرائيل في يوم القدس، والائتلاف مع المنافقين والبهائيين والماركسيين ودعاة الحرية والقوميين، وكبار الرأسماليين، وعشرات الامثلة الاخرى، اليست هي مما  تصب في صالح اسرائيل واميركا وحلفائهم الاوروبيين؟!
والجدير بالذكر ان قادة الفتنة لايريدون ان يحددوا موقفهم الى الان قبال المثلث المذكور (اميركا اسرائيل بريطانيا) الا يثير ذلك تساؤلا؟!
يقال ان شخصا ذكر لطبيبه انه يرى في المنام ولعدة ايام، انه يلعب في فريق الذئاب. فوصف له الطبيب عقارا محددا، وقال له: عليك بتناول هذا العقار الليلة، كي لا تراودك هذه الاحلام، فاجابه المريض: اسمح لي يا سيادة الطبيب ان اتناول العقار من يوم غد! فسأله الطبيب مستغربا، ولماذا؟! فاجابه: اذ ان الليلة هي المسابقة النهائية!!
5 ــ واما ما اعنيه في هذا العمود فهو الهتاف الذي كان يردده مثيرو الفتنة (لا غزة ولا لبنان، روحي فداء ايران) في يوم القدس عام 2009،  والذي لم يعترض عليه قادة الفتنة كسائر الموارد.
ان النظام الصهيوني  كان على علم بمساعدات ودعم ايران لحركة  المقاومة الفلسطينية ولحزب الله لبنان، لاسيما وان الحربين الـ 33 يوما و الـ 22 يوما قد وقعا قبل احداث الفتنة، ومن الطبيعي ان تكون واحدة من امنيات الكيان الغاصب ان تنقطع هذه المساعدات، من خلال هتافات مثيري الفتنة (لا غزة ولا لبنان)!
كما ولابد من الاشارة ولاثبات ان ما طرحناه في هذا العمود، هو امر فاصل وهام، الى انتقاد ميرحسين موسوي في دعايته الانتخابية، الدعم الايراني للشعب اللبناني والفلسطيني، وبحجة انه يجب ان نكون نحن اقوياء اولا ولا حاجة لنا بدعم لبنان وفلسطين. ولو دققنا اكثر في هتاف (لا غزة ولا لبنان) فهو عين ما يدعو له موسوي. وهنا لابد ان نشير الى ان دعم حركات المقاومة اللبنانية والفلسطينية هو بمثابة الدفاع عن الجمهورية الاسلامية الايرانية، وذلك لان الخطين الازرقين على علم الكيان الصهيوني يعنيان؛ من النيل الى الفرات، من هنا فان قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية، تقاتل الكيان الصهيوني نيابة عن كل الدول الاسلامية ومنها ايران. أي انهم يمثلون خط القتال  الامامي.
6 ــ واليوم حيث قضية الدعم التسليحي والتدريبي والسياسي الايراني لحركة المقاومة اللبنانية والفلسطينية، بات جليا للجميع، يمكن ان ندرك بوضوح مصب ومآل هتاف (لا غزة ولا لبنان) وسكوت قادة وادوات الفتنة قبال تصريحات، نتنياهو، وبيريز و...

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر