مهدي منصوري
فيما اذا صحت الانباء الواردة من صنعاء ان الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح
سيغادر البلاد متجها الى ايطاليا مما يؤشر الى بروز حالة وظروف جديدة في هذا البلد
لان وجود صالح في اليمن قد القى بظلاله ووضع الكثير من القيود من اجل اجراء التغيير
سواء كان على المستوى السياسي او غيره والذي كان مفروضا ان يتم بعد مغادرة صالح
السلطة الا انه وفي الواقع وخلال مضي فترة تجاوزت الاشهر الستة لم ير الشعب اليمني
أي مؤشر يؤكد السير في طريق التغيير لان حزب وفلول صالح سواء كانوا من العسكريين او
المدنيين لازالوا مسيطرين على الاوضاع ولازال الجيش يمارس دوره القمعي ضد ابناء
الشعب اليمني الثائر المطالب بتحقيق الاصلاحات التي بذل من اجلها الكثير. وكذلك فان
الرئيس اليمني الحالي هادي وبوجود صالح اصبح لايحرك ساكنا واصبح عاجزا عن تحقيق أي
من اهداف الثورة ولذلك فان رحيل صالح قد يفتح الطريق او في الواقع يمكن ان يطلق يد
هادي لاجراء التغييرات المطلوبة. هذا من جانب ومن جانب آخر فان ابناء الثورة
اليمنيين قد يجدون في رحيل الرئيس السابق مجالا اوسع في المطالبة بالبدء في عملية
التغيير المطلوبة وقد تكون الاهم في المرحلة القادمة وذلك من خلال اجراء عمليات
التطهير الواسعة في كل المؤسسات التشريعية والوظيفية والعسكرية من فلول صالح
الذين اصبحوا سببا مباشرا في عرقلة عجلة الاصلاح التي كان يرومها الشعب اليمني من
خلال قيامه بثورته العظيمة.