۲۹ آذر ۱۳۹۱

اليمن ورحيل صالح!!


مهدي منصوري
فيما اذا صحت الانباء الواردة من صنعاء ان الرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح سيغادر البلاد متجها الى ايطاليا مما يؤشر الى بروز حالة وظروف جديدة في هذا البلد لان وجود صالح في اليمن قد القى بظلاله ووضع الكثير من القيود من اجل اجراء التغيير سواء كان على المستوى السياسي او غيره والذي كان مفروضا ان يتم بعد مغادرة صالح  السلطة الا انه وفي الواقع وخلال مضي فترة  تجاوزت الاشهر الستة لم ير الشعب اليمني أي مؤشر يؤكد السير في طريق التغيير لان حزب وفلول صالح سواء كانوا من العسكريين او المدنيين لازالوا مسيطرين على الاوضاع ولازال الجيش يمارس دوره القمعي ضد ابناء الشعب اليمني الثائر المطالب بتحقيق الاصلاحات التي بذل من اجلها الكثير. وكذلك فان الرئيس اليمني الحالي هادي وبوجود صالح اصبح لايحرك ساكنا واصبح عاجزا عن تحقيق أي من اهداف الثورة  ولذلك فان رحيل صالح قد يفتح الطريق او في الواقع يمكن ان يطلق يد هادي لاجراء التغييرات المطلوبة. هذا من جانب ومن جانب آخر فان ابناء الثورة اليمنيين قد يجدون في رحيل الرئيس السابق مجالا اوسع في المطالبة بالبدء في عملية التغيير المطلوبة وقد تكون الاهم في المرحلة القادمة وذلك من خلال اجراء عمليات التطهير الواسعة في كل المؤسسات  التشريعية والوظيفية والعسكرية  من فلول صالح الذين اصبحوا سببا مباشرا في عرقلة عجلة الاصلاح التي كان يرومها الشعب اليمني من خلال قيامه بثورته العظيمة.

لذلك فان المسؤولية ستكون ثقيلة وكبيرة على الرئيس اليمني الحالي لان يده اليوم مفتوحة ولا عذر له في التباطؤ لاجراء التغييرات المطلوبة والا فان الثوار سيكونون له بالمرصاد وانهم لا يمكن ان يعطوا فسحة من الوقت لكي تسرق ثورتهم او تستنزف طاقاتهم لكي تبقى الامور كما هي عليه.
وطبيعي ان دول مجلس التعاون الخليجي وخاصة السعودية والامارات وهما اصحاب المبادرة وكذلك الاميركيين لايريدون للتغير ان يأخذ مجراه في هذا البلد وان يأتي موافقا ومنسجما مع ما يريد تحقيقه الثوار الابطال. الا ان الواقع على الارض عكس صورة اخرى تختلف عن كل الرؤى والتصورات لان ابناء الثورة الذين لم يتركوا الميدان لازالوا وسيبقون مصرين على استخدام  الشارع من اجل الضغط على الحكومة الجديدة ان تتخذ خطوات عملية تتناسب مع ما يريده الشعب اليمني وان تتغير الصورة اليمنية التي عليها اليوم الى صورة جديدة تقوم على تحقيق ارادة اليمنيين في اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وبصورة ديمقراطية لكي تدار الامور والقضايا بصورة تختلف عما هي عليه اليوم هذا اولا وبطبيعة الحال وان تمت هذه الامور وبالصورة التي يرغب بها ابناء اليمن الثائرون فانها ستقطع  دابر كل الايادي الخارجية سواء كانت الاميركية او الخليجية من ان تتحكم في مصير ومستقبل هذا البلد.
ولذا وفي نهاية المطاف فان رحيل صالح يعد خطوة اولى في اجراء التغييرات التي ينبغي ان تجري بعدها خطوات هامة ومصيرية تحقق للشعب اليمني حريته واستقلاله وسيادته.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر