۲۶ آذر ۱۳۹۱

ماهية واشنطن دعوة للجريمة


الجريمة المروعة التي ارتكبها شاب اميركي مهووس بالامس ضد اطفال احدى ا لمدارس الابتدائية في مدينة  نيوتاون بولاية كونيتيك شمال شرقي الولايات  المتحدة والتي ذهب ضحيتها 27 شخصا بينهم 20 طفلا في عمر الزهور، لم تهز الضمير الاميركي وحده بل هزت الضمير العالمي اجمع لبشاعتها وبعدها الانساني وما ستتركه من تبعات ومضاعفات سلبية على عوائل هؤلاء الضحايا وعالم الطفولة في اميركا بشكل عام واطفال  هذه المدرسة بشكل خاص.
وللاسف الشديد ان هذه الحادثة المرعبة لم تكن الاولى ولا الاخيرة في الولايات المتحدة بسبب تفشي السلاح وحرية بيعه في هذا البلد وعدم وجود رقابة صارمة عليه تحد من وقوع مثل هذه الجرائم التي تهز الوجدان من الاعماق وتبعث على الحزن والاسى.
ورغم مطالبات الشعب الاميركي المستمرة لحل هذه المعضلة المزمنة التي تهدد الكيان الاميركي والاسرة الاميركية برمتها فان الادارات الاميركية المتوالية  عاجزة عن اتخاذ أي اجراء لمنع مثل هذه الاحداث المأساوية بسبب ضغوط شركات الاسلحة المتنفذة وخاصة لوبي السلاح في الكونغرس الاميركي الذي يعرقل صدور أي قرار في هذا المجال.

والسؤال  الملح الذي يفرض نفسه على ارض الواقع هو من يتحمل مسؤولية هذه الجريمة التي ادمت قلوب العالم اجمع لشناعتها ومظلومية هؤلاء الاطفال الابرياء. الذين دفعوا حياتهم ثمنا لاخطاء قادتهم الذين لا يحسنون صنعا في ادارة البلد بل يشجعون على الجريمة والمجازر من خلال غزوافغانستان والعراق وغيرها وقتل الاطفال والنساء هناك  بل الانكي من كل ذلك يسمحون لسينما هوليود التي يشرف عليها الصهاينة بامتياز! بانتاج ابشع واقذر الافلام الجنائيةالتي تروج للقتل  والجريمة وبعدها ينتظرون ان تنتشر الفضيلة والاخلاق في المجتمع الاميركي؟!!
  وهذه الحادثة المفجعة هي في الواقع احدى حلقات مسلسل طويل وداعم من حوادث الجريمةالتي كثرت في السنوات الاخيرة في الولايات المتحدة دون ان نشهد أي تحرك جاد من الحكومات الاميركية للحد منها او ردعها!
واذا ما سلطنا الضوء على السجل الحافل لمثل هذه الجرائم في اميركا منذ عام 2007 وحتى الان وحده فاننا نرى وقوع اكثر من عشرة  جرائم بهذا المستوى وقد راح ضحيتها  مئات القتلى والجرحى.  وهذه الجريمة هي الثالثة من نوعها في العام 2012، بعد الهجوم على معبد السيك واحدى صالات السينما في هذا البلد. ورغم الوقفات الاحتجاجية للشعب الاميركي عقب هذه الجريمة المروعة ورغم ما تناولته وسائل الاعلام الاميركية من تغطية واسعة لهذا الحدث فان القضية ستختفي بمرور الايام ويعود  كل شيء الى مكانه، اذا لم يضغط الشعب الاميركي ومجتمعاته المدنية على الادارة الاميركية للاشراف على مصانع الاسلحة وجمع السلاح والحد من بيعه فان هذه الجرائم ستستمر ويدفع ثمنها الشعب الاميركي المسكين.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر