۱۲ آذر ۱۳۹۱

وقع المحذور!!


ما تحقق في معركة غزة الاخيرة والتي لم تستمر اكثر من ثمانية ايام من مفاجآت وانجازات، فاقت كل التصورات والتحليلات ولايمكننا الا ان نضعها في دائرة الألطاف الالهية حيث يفرض الشعب الفلسطيني ولاول مرة في تاريخ صراعه مع العدو الصهيوني موازنة رعب جديدة وموحشة للعدو الصهيوني ولحماته الدوليين والاقليميين الذين ظلوا لعقود مديدة يراهنون عليه على انه اسطولهم المتقدم في المنطقة للضغط والابتزاز واذا به يتحول فجأة ليكون وبالا وعبئا عليهم عندما استنجد بهم في اليوم الثالث لعدوانه على غزة مطالبا اياهم بالهدنة  باي ثمن كان  قبل ان ينهار كيانه بفعل صواريخ المقاومة الفلسطينية وخاصة "فجر ــ 5" التي دكت حصونه في تل ابيب والقدس المحتلة  وفر الصهاينة كالجرذان  الى ملاجئهم حسب تعبير ليفني وزير الخارجية الاسبق للكيان الصهيوني.

فبعد الصدمة الموجعة لحزب الله في تموز عام 2006، جاءت صدمة غزة 2012 كمتغير جديد يضاف الى موازنة الرعب في المنطقة لصالح محور المقاومة والممانعة وهذا ما ينذر فعلا بالعد التنازلي لانهيار  العدو تدريجيا لانه فقد الامل بالبقاء تماما وهذا ما ستظهر ملامحه مستقبلا عبر العزلة المتزايدة عليه والهجرة المعاكسة. وقد سعى العدو جاهدا طيلة السنوات الماضية واستمات الى ابعد الحدود  لكي لا يصل الى هذا اليوم  عبر التستر خلف الملف النووي  الايراني الذي يعترف ومعه الغرب في قراره  نفسه بانه سلمي محض، ولايشكل أي خطر عليه، لكنه يؤلب  العالم الغربي بغية اضعاف ايران عبر فرض المزيد من قرارات الحظر الاقتصادي مع بهدف شلها تماما لتوقف دعمها لحركات المقاومة في المنطقة، الا العدو اخفق تماما ووقع المحذور الذي كان يخشاه على الدوام لئلا تتكرر غزة الى لبنان ثانية. وما يؤكد ذلك هو ما اشرنا اليه هو حديث هيلاري كلينتون بالامس بان موقفنا  من ايران وبرنامجها النووي يرتبط بموقفها من القضية الفلسطينية.
 فبعد ان دكت صواريخ "الفجر ــ 5" مضاجع العدو الصهيوني في عقر داره تكون ــ ايران قد دخلت على خط الصراع مباشرة كمتحد اكبر لهذا  الكيان والغرب عموما واميركا خصوصا لارغامهم على ارجاع الحق  الفلسطيني واراضيه كاملة الى اهله وبالطبع ثمن هذا الموقف التاريخي والخطير جدا لايدركه الا اصحاب الشأن والضالعين في عمق السياسة الدولية ودهاليزها والجميع يعلم ما دفعته ايران من اثمان باهظة بسبب مواقفها في هذاالمجال. فالقضية اذن لا تنحصر في تزويد المقاومة الفلسطينية بالصورايخ او تكنولوجيا كما يتصور لبعض  انها اكبر من ذلك بكثير وكثير جدا غير ان ايران الاسلامية  التي نذرت  نفسها لنصرة الشعوب المضطهدة والمحرومة وقضايا التحرر في العالم كواجب اسلامي وانساني  لا تخشى في هذا المضمار من احد سوى الله سبحانه وتعالى الذي تؤمن به ايمانا جازما بانه معينها وناصرها مهما كانت سطوة الاعداء وقوتهم لان يدالله فوق ايديهم.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر