۱۱ آذر ۱۳۹۱

بين الصورة والحقيقة!!


مهدي منصوري
الحقيقة التي لايمكن انكارها او طمسها هي تلك البطولة الرائعة  التي سطرتها كلا من حماس والجهاد الاسلامي المقاومتين وتمكنتا خلال ثمانية ايام من ان تضعا العالم اجمع امام حالة فريدة لم يكن يتوقعها خاصة كيان العدو الصهيوني المدعوم دوليا في حالة من الهلع والخوف بحيث فرضعت عليه ان يطلب من هذه الدول الداعمة وعلى رأسها  الشيطان الاكبر اميركا بالتدخل لايقاف   زخات الصواريخ التي دكت تل ابيب وما بعد تل ابيب وجعل من الشعب الصهيوني وكما عبرت ليفني كالجرذان يبحثون عن جحر يحتمون فيه من غضب المقاومة الصاروخي.
ولانغالي اذا ماقلنا ان هذه الحالة الجديدة والفريدة قد وضعت المقاومة الفلسطينية وبجميع فصائلها على رأس نشرات الاخبار وفرضت نفسها على كل وسائل الاعلام المسموعة والمرئية والمقروءة، مما رسمت هذه الحالة الجديدة صورة جديدة في اذهان كل شعوب العالم  من ان القضية الفلسطينية التي اخذت تراوح مكانا وعلى مدى ستة عقود من خلال المعاهدات واللقاءات والمحادثات وغيرها لم تكن ان تضعها في هذا المصاف التي وضعتها فيه المقاومة وان الحل لهذه القضية لايأتي الا عن هذا الطريق وهو الذي يفهمه الكيان الصهيوني  جيدا.
ولابد من اعادة الاذهان في هذا المجال الى ان موقف السلطة  الفلسطينية وعلى رأسها عباس الذين يلهثون وراء المفاوضات مع الصهاينة قد اقل نجمهم واصبحوا في الظل في الوقت الذي لايمكن ان تغفل فيه ان الدولي الغربية وبعض الدول الاقليمية قد فتحت حسابا مفتوحا على عباس وسلطته في ترتيب الوضع الفلسطيني ومن اجل ان لا يخسروا هذا الحساب لذلك بادروا بالتحرك وعلى المستوى الدولي من خلال طرح مشروع قبول الدولة الفلسطينية كمراقب في الامم المتحدة لكي يضمنوا لعباس الذي فقد بريقه  ليس فقط  لدى شعبه بل عند كل الشعوب الحرة لخضوعه، وانسياقه مع الخط التخاذلي لحل القضية الفلسطينية نصرا سياسيا يضعه على الواجهة وليكون مصاحب للانتصار العسكري للمقاومة الباسلة. ولذلك فقد تمت الموافقة بالامس وفي الامم المتحدة على قبول فلسطين عضوا مراقبا في هذه المنظمة الدولية.
وبطبيعة الحال فان هذا الامر بحد ذاته يعتبر تحولا جديدا في المستوى  الدولي وكذلك فانه قد فتح الباب نحو صورة جديدة للوضع الفلسطيني بحيث يمكن  من خلاله ان يبذل جهود كبيرة وعلى مختلف المستويات من اجل تثبيت هذا الامر اولا وكذلك يمكن ان يشكل حالة ضغط  سياسي على الكيان الصهيوني الا اننا ندرك جميعا ومن خلال تجربة لسنين طويلة ان الصهاينة المجرمين الذين احتلوا الارض الفلسطينية عنوة وان قرارات الامم المتحدة التي اتخذت بحقها لن تجد طريقها للتنفيذ وقد تمرد هذا الكيان الغاصب على المجتمع الدولي ولم يعترف بأي قرار كان ولذلك فان المخاوف التي ابدتها بعض الاطراف الفلسطينية من ان هذا القرار سيكون مصيره كالقرارات السابقة خاصة وان نتنياهو قد صرح  وبعد القرار مباشرة انه لا يسمح للفلسطينيين ان يشكلوا دولتهم على الارض الفلسطينية أي انه ضرب بهذا القرار عرض الحائط.
ولكن يمكننا التاكيد  في هذا المجال انه وبعد قرار  الامم المتحدة هذا يفرض على الفلسطينيين وبجميع فصائلهم وقواهم ان يلتحموا وبصورة تجعل منهم قدرة واحدة من خلال  تحقيق المصالحة وانهاء الانقسام  والاعتماد على ذراعي السياسية من جانب والمقاومة من جانب آخر لكي يحققوا تطلعاتهم وآمالهم في عودة الارض وارجاع المهجرين واطلاق سراح الاسرى وهي المطالب المهمة  التي ينبغي ان يضعوها في اولياتهم القادمة  ومن ثم يفرضون رأيهم على العالم اجمع لان يقف معهم في هذا المجال.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر