۸ مهر ۱۳۹۱

وانهارت خطوط نتنياهو الحمراء!!


مهدي منصوري
وقف نتنياهو بالامس وهو يوضح  للعالم ومن خلال منصة الامم المتحدة برفعه مخطط كاريكاتوري  اراد منه اقناع من يسمعه ان طهران تبدو قريبة من الوصول الى صنع قنبلة ذرية  تشكل تهديدا ليس فقط  للمنظمة بل للامن في العالم اجمع وبطبيعة الحال اراد نتنياهو من ذلك تحقيق هدفين مهمين اولهما محاولة التغطية على النجاح الذي حققه الوفد السياسي الايراني برئاسة احمدي نجاد والذي استطاع ان يحظى باحترام الجميع وكذلك تمكن ان يعرض الصورة الحقيقية  التي عليها ايران الاسلامية ودحض كل الادعاءات الكاذبة التي يتناقلها بعض  قياديي الدول وكذلك وسائل الاعلام المسموعة والمرئية التي  تقف في الصف المعادي لايران ااسلامية وعلى رأسهم الشيطان الاكبر الولايات المتحدة وربيبتها اسرائيل وغيرها ممن يقفون في هذا الصف.

وبطبيعة الحال فان موقف نتنياهو في الامم المتحدة يعيد بالعالم اجمع  الذاكرة الى التسعينات من هذا القرن عندما وقف كولن باول وزير خارجية اميركا في عهد بوش وهو يعرض للعالم صورا وافلاما عن امتلاك العراق لسلاح الدمار الشامل محذرا  العالم من خطورة هذا السلاح والذي كان مبررا لشن الحرب على العراق وتبين بعدها ان كل الصوروالافلام مفبركة وكاذبة ولا اساس لها من الصحة  والتي كلفت اميركا  الكثير من اعتباراتها في العالم بحيث فقدت مصداقيتها وخسرت ثقتها لدى كل شعوب العالم.
وقد اعاد وبنفس الوقت الاذهان وكما عبرت مصادر غريبة الى تصريحات القذافي  التهكمية التي كان يطلقها على منبر الامم المتحدة.
واليوم نتنياهو يعيد الكرة من جديد ولكن بصورة مختلفة ظنا منه انه يستطيع ان يترك  تاثيرا لدى المجتمع الدولي رغم ان الجميع يعلم ان الظروف اليوم تختلف في كل تفاصيلها عما كانت عليه في التسعينات  ولعدة معطيات قد يطول الخوض في تفاصيلها الا اننا لابد لنا من القول هنا ان واشنطن ابان التسعينات كانت تمثل القطب الواحد الذي هيمن على كثير من الدول والتي اخذوا يسايرونها ويندفعون معها بقوة بحيث وجدت نفسها الوحيدة صاحبة القرار ولذلك استغفلت العالم آنذاك وقامت بجرائمها الشنيعة ضد الشعوب والدول.
اما اليوم فان الوضع قد اختلف عن سابقه لان اميركا اليوم تعيش في الوقت الذي  لم تكن هي القوة الوحيدة  بل ان هناك تغييرات كبيرة قد حدثت على المستوى الدولي والاقليمي وبرزت قوى كبيرة فاعلة تستطيع التاثير في الوضع العالمي بحيث اسقطت نظرية الاستفراد الاميركي في هذا العالم. وكذلك فان واشنطن ترى  نفسها في حالة من الضعف والانهيار امام المشاكل السياسية والاقتصادية التي تهددها من الداخل وكذلك حالة الرفض والكراهية التي اتسعت دائرتها في مختلف دول العالم بحيث  ان صوتها لم يكن يسمع او تجد من يستجيب لها بهذه السهولة.
ولذلك فان نتنياهو بالامس وبعد يأسه من وقوف اميركا معه في توجهاته العدوانية من خلال التهديد بشن الحرب على ايران فلم يجد سوى ان يخاطب المجتمع الدولي عسى ولعل يجد من يقف معه لاجل انقاذه من الانهيار الذي بدت بوادره تظهر في الافق من خلال ما تعانيه دولة نتنياهو من وضع اقتصادي ــ سياسي واجتماعي سيئ  جدا بحيث اخذت  تظهر مخاوف اغلب قادة الكيان الغاصب من  هذا الوضع.
وفي نهاية المطاف ليعلم نتنياهو ان محاولاته اليائسة لاستقطاب بعض  الدول من خلال الخداع الكاذب لايمكن ان يحقق له هدفه بل  عليه ان يعلم ان ايران الاسلام اليوم لم ترعبها التهديدات ولا الخطوط الحمراء التي يضعها بين الفينة والاخرى وانها ليست وحدها في الميدان لانه وكما عبرت الكثير من الاوساط الاعلامية والسياسية في المنطقة والعالم بانهم لو وضعوا في الخيار بين ايران واسرائيل فانهم سيضعون  قدمهم في الركب الايراني الذي يرون فيه طوق نجاة المنطقة والعالم من كل المشاكل التي تحيط بها.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر