۱۹ شهریور ۱۳۹۱

لكي لا تضيع فلسطين يا عباس!!

مهدي منصوري
مما لا يختلف فيه اثنان من ان الكيان الصهيوني الغاصب للقدس لديه اطماع توسعية كبيرة وانه يسعى ويبذل  ما وسعه الجهد من اجل ابتلاع الارض الفلسطينية وبسياسة الخطوة خطوة.وكذلك ومن المعروف ان هذا الكيان وخلال فترة تزيد على ستة عقود لايبالي بل لا يعير أي اهتمام لاي من القرارات الدولية وانه يضعها تحت اقدامه لانه يدرك ان الامم المتحدة ليس لديها أي قدرة على تنفيذ قراراتها ولذلك فان تماديه في الاستيطان رغم المطالبات الدولية  لدليل قاطع على ذلك. وبنفس الوقت فان الدعم اللامحدود الذي يلقاه من قبل واشنطن والدول الغربية قد اعطاه مساحة اكبر للتحرك ومن  دون أي وجل او خوف.
اذن وضمن المعطيات السابقة فانه يعتبر من سابع المستحيلات  استرداد الحقوق من الصهاينة وبهذه الطريقة التي يتعامل بها خاصة من قبل سلطة عباس التي وللاسف الشديد ورغم المرارة التي بدت  بالامس على لسان عباس اثناء اللقاء الصحفي والذي عكس فيها انه يعيش في حالة من الحصار من قبل الكيان الصهيوني بحيث وصل فيه  الى حالة الخنق ولذلك وبدلا من ان يعيش واقع هذا الكيان وعنجهيته وبصورة دقيقة  مما يجعله ان يفكر بطريقة اخرى تختلف عما تحتمل في ذهنه نجد انه وصل الى نتيجة  معروف فشلها وعدم تحقيقها  على الواقع مسبقا الا وهو الذهاب الى مجلس الامن لاصدار قرار الاعتراف  بالدولة الفلسطينية في ظل الاحتلال كما  كانت عليه من قبل بعض الدول الغربية والتي اخذت  استقلالها  بعد حين متغافلا او في الواقع قد يخادع  نفسه قبل غيره في هذا المجال لانه وكما اسلفنا سابقا الدعم الاميركي اللامحدود  للصهاينة والذي اكده بالامس اوباما في مؤتمر الحزب الديمقراطي ليس فقط يكون عائقا عن تحقيق هذا الامر بل انه سيدفع بتل ابيب  وبعد فشل الوصول الى قرار من قبل مجلس الامن  ان تستمر في ابتلاع  الارض التي وصلت وحسب ما قال عباس من 60٪  الى نسبة مائة في المائة وقد تصل الى مقر الرئاسة وتقتلعه وعندها لم يجد  عباس ملجأ سوى الذهاب  الى احدى البلدان العربية التي توافق على استقباله. ولا اعتقد ان ذاكرة عرفات قد نسيت الحصار الذي قام به الكيان الصهيوني لمقر رئاسة عباس بحيث لم تدعه حتى ان يفتح الشبابيك.
وكذلك والذي يفهمه الجميع ومن بينهم عباس ان الكيان الصهيوني الذي يستخدم  ابشع انواع الاجرام باستخدام القوة لايمكن ان يرتدع او يقبل او يوافق على منح حق للشعب الفلسطيني من خلال الحوار والمفاوضات وغيرها والتي اثبتت عقمها وفشلها وهو ما اعترف به عباس صراحة.
ولذلك فان تاكيده على المقاومة السلمية أمر يثير الاستهزاء لان وكما هو معروف ان القوة لن تردعها الا القوة وقد كانت تجربة 22 يوما في حربها على غزة وانهزام الجيش  الصهيوني والتي لازالت تداعياتها المؤلمة تدور في اذهان القادة السياسيين والعسكريين الصهاينة والتي كانت درسا قاسيا لهم لا يمكن ان يمحى  من ذاكرتهم لدليل قاطع  ان هذا الكيان يخشى المقاومة المسلحة حتى ولو كانت ليس بالمستوى المطلوب لانها تكلفه الكثير وها هي قطعان المستوطنين تبيت بالقرب من الملاجئ  في المستوطنات خوفا من صواريخ  المقاومة التي اقضت مضاجعهم بحيث اطلقوا على مستوطنة سديروت بالامس  مستوطنة صواريخ حماس.
اذن فاذا اراد عباس ان يحافظ على الارض الفلسطينية ويرغب في اعادة الاسرى الى اهلهم   ليس امامه سوى طريق واحد ولابد له من السير فيه الا وهو وضع يده مع اخوته الفلسطينيين من ابناءالمقاومة والعمل على وضع خطة استراتيجية  تجتمع فيه كل القوى الفلسطينية من اجل مواجهة الكيان الغاصب للقدس ومن الطبيعي انها ستعطي ثمارها والا فان التعويل على الامم المتحدة والمجتمع الدولي وغيرها سوف تذهب فلسطين وتضيع وكما قال فانه لا توجد بعد اليوم فلسطين فهل يريد عباس ان يصل فيه الى هذا الامر باصراره وعناده وعدم رضوخه للواقع.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر