۶ مهر ۱۳۹۱

الدوحة والاتجاه المعاكس!!


مهدي منصوري
تمادت الحكومة القطرية وبشكل فاضح جدا  عندما دست انفها في الاحداث التي جرت في المنطقة خاصة بعد سقوط القذافي بحيث توقعت انها تستطيع ان تفعل ما تريد وبالشكل الذي يروق لها  لذلك فانها رمت بثقلها في اشعال الاحداث في سوريا ظنا منها ان السيناريو الليبي  سيطبق  بحذافيره على هذا البلد ولذلك فانها جيشت الجيوش وجمعت المرتزقة والمسلحين من مختلف بقاع الارض واستطاعت ان تقنع تركيا لان تكون منطلق لتحقيق  حقدها الدفين ضد الشعب السوري وقدمت ما يمكن تقديمه من الدعم المادي وا للوجستي والاعلامي  والسياسي  لانجاح مؤامراتها الا انها وبعد مرور اكثر من عام ونصف وجدت ان  الامور تجري بصورة عكسية بحيث ادركت انها ستبقى وحدها في الميدان نتيجة للتغيرات الحاصلة في الاحداث الجارية على الارض  السورية لان الحكومة السورية ليس  فقط بقيت ثابتة وصامدة في موقفها ولم تتزعزع قيد انملة بل انها تمكنت ان تستوعب الازمة وان تسيطر على الاوضاع وبصورة اذهلت العالم بحيث جعلته مضطرا ان يغير من وجهة نظره حول ما يجري بحيث استبعد كل الخيارات الا خيار الحل السلمي ووجد فيه خير طريق لانهاء الازمة.

ومن هنا  فان الحكومة القطرية اصبحت هي الخاسر الوحيد  في هذه  المعركة ليس على المستوى الاقليمي والعالمي بل حتى على مستوى  الرأي العام القطري الذي سيحاسبها على هذا التخبط وهدر اموال الشعب من اجل صفقة خاسرة.
وازاء هذه الخسارة الفادحة فلم  تجد الدوحة من اجل اعادة بعض ماء الوجه الذي اريق على يد الجيش والشعب السوري الا اللجوء الى طرح المشاريع عسى ولعل ان تجد من يصغي او يسمع اليها وكان آخرها الدعوة القديمة الجديدة الا وهي ارسال  قوات عسكرية اقليمية الى دمشق من اجل فض النزاع بينما رغم ان المؤشرات على الارض تؤكد ان الالاف من المرتزقة  الذين ملأت بهم الدوحة الارض  السورية وذلك لما قدمته من اغراءات مادية باهضة هي التي اوصلت الامور الى  ما هي عليه الان ولولا هؤلاء  المجرمين القتلة  فان الاوضاع في هذا البلد قد تكون مختلفة جدا.
وطبيعي  ان الاقتراح القطري هذا جاء ميتا لان الاتجاه  العام  السائد اليوم على ا لمستويين الاقليمي والعالمي يعاكس هذا التوجه جملة وتفصيلا لان الاخضر الابراهيمي الموفد الجديد للامم المتحدة لم يسمح لنفسه  ان يصغي او يسمع ما تقوله قطر كما حدث في القاهرة اذ اغضب موقفه رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري  الذي اراد ان يملي عليه توجهاته والتي قوبلت بالرفض من  قبل  الابراهيمي اذن فان قطر اليوم قد ادركت ان اسلوبها وسياستها التي مارستها  ضد سوريا  والتي كانت منسجمة مع التوجه الصهيوني الاميركي والرجعي الذيلي لبعض دول  المنطقة لم تعد تنفع ولاسبيل  الى ان تجد طريقها للتطبيق. فلذلك فعلى حكومة حمد ان تعود لرشدها لان عليها ان تدرك انها هي السبب المباشر في سفك الدم البريء  الذي يراق على الارض السورية اليوم وكذلك ان اموالها واسلحتها هي التي تغذي  ماكنة قتل الشعب  السوري ولايمكن لهذا  الشعب ان يغفر لها هذا التصرف  المشين المخزي خاصة وان العالم اجمع اليوم على السير في طريق معاكس لما ترغبه وتريده قطر وهو اللجوء الى ا لحل السياسي الذي بدت بوادره تظهر على السطح  من خلال تغيير الموقف الاميركي والتركي وبعض الدول الاخرى. وهو ما سيعمل على تحقيقه الاخضر الابراهيمي من خلال تصريحاته الاخيرة في الامم المتحدة.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر