۱۱ بهمن ۱۳۹۱

من وراء احتراب الشعوب!!


مهدي منصوري
لم يلاحظ و خلال فترة قبل التدخل الاجنبي في المنطقة ان وصلت فيه شعوبها الى حالة من الاحتراب والاقتتال الداخلي ولما الت ووصلت اليه اليوم وكما نراه و نسمعه.
ومن المسلمات فان الشعوب لو تركت لوحدها فأنها تعيش في حالة من التسالم والتصالح والتحابب والتكافل لانهم بطبيعتهم مسالمون ويريدون الحياة والعيش الكريم على ارضهم وفي وطنهم. الا ان وللاسف الشديد وعندما نجول بانظارنا في المنطقة اليوم نجد ان حالة التمزق والاقتتال بين ابناء الشعب الواحد قد وصلت ذروتها في بعض الدول كما هو في مصر وسوريا بالدرجة الاولى وتتفاوت و بدرجات مختلفة في بعض البلدان الاخرى ولو امعنا ودققنا في هذه الحالة الشاذة لوجدنا ان هناك اياد خارجية قد ارادت ان تصل فيه هذه الشعوب لهذه الحالة لتحقيق بعض الاهداف الخاصة بهذه الايادي الخبيثة والحاقدة .
ولا بد لنا وفي هذا المجال ان نبدا بالشعب العراقي الذي واجه الغزو الاميركي الغاشم الذي وبسياسته الهوجاء أفرز حالة سيئة ومدمرة لهذا الشعب وذلك من خلال التقسيمات الطائفية والعرقية بحيث زرع الغاما في الوضع السياسي  والتي فجر بعضها اثناء وجوده في البلاد من خلال الاعمال الارهابية والاعتقالات العشوائية وغيرها وبقي بعضها مزروعا حتى بعد خروج المحتل  الاميركي بحيث أخذت تنفجر لحظة بعد اخرى وذلك بهدف  بقاء هذا الشعب يعيش الصراعات الداخلية وعدم الاهتمام بالتطور والتنمية والذي لا يستقيم مع توجهات بعض  الاطراف الاقليمية.

وها هي سوريا اليوم تعيش حالة غير مستقرة بسبب التدخل الخارجي والدعم اللوجستي للارهابيين في الاستمرار بزعزعة الاوضاع وعدم استقرارها  وأصبحت دعوات دعم الارهابيين القتلة بالاسلحة الثقيلة من قبل السعودية وعلى لسان تركي الفيصل وكذلك قطر وتركيا على مسمع ومرأى العالم خلال المؤتمر الدولي الذي عقد في مؤخرا في دافوس ولم نجد من يستنكر هذا التدخل او يقف ضده لانه  دعم للارهاب الذي يدعي المجتمع الدول محاربته والقضاء عليه.
وها هي مصر وكما نشاهدها اليوم فقد وصلت فيها الامور الى ما لا تحمد عقباه بحيث اخذ يهدد ليس فقط مصير حكومتها بل شعبها الذي اخذ يتنسم وبدلا من الهواء الطلق والريح الطيبة الى دخان النيران المشتعلة ودخان الغازات التي تطلقها رصاصات الشرطة والسؤال المهم هنا , هل ان الشعوب هي التي اختارت هذا الامر أم انه فرض عليها من حيث لا تشعر أوانها انساقت وبدون ارادتها لارادات ومطامع الطامعين من الدول الاستكبارية وبعض الدول الاقليمية التي تريد ان تدفع عن نفسها هذه الاحداث من خلال دعمها لبعض  السياسيين وماتبقى من فلول النظام السابق الذين يؤججون الاوضاع في الداخل بذريعة المطالبة بالحقوق والتي يمكن تحقيقها من خلال الحوار والمطالبات السلمية.
اذن فان الاحداث المتسارعة في بعض دول المنطقة تنذر بالخطر لان استمرار هذه الاحداث سوف لم يقف خطرها على حدود هذه الشعوب بل شررها قد يمتد الى ابعد من ذلك مما يصب في مصلحة اعداءها من الصهاينة والاميركان وغيرهم من الطامعين بثروات وقدرات هذه الشعوب.
ولذا يتطلب من الواعين من ابناء هذه الشعوب ان ينزعوا من بينهم عمن وراء من يريد زرع حالة الاقتتال والتنازع بينهم وان يعودوا للغة العقل والمنطق للوصول الى تحقيق مطالباتهم وبغير ذلك فان الخاصر الوحيد هم انفسهم ولاغير..

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر