۱۴ بهمن ۱۳۹۱

الثورة الاسلامية وتحطيم لغة الغطرسة والاستكبار


من الامور المهمة التي افرزتهاالثورة الاسلامية المباركة بعد اطاحتها بالنظام الشاهنشاهي العميل يوم 11 شباط 1979 (22 بهمن) هو انها اعادت للشعب الايراني احساسة بالذات الانسانية التي كادت تتلاشى نتيجة للنظريات المادية (الصهيوغربية) فلقد زادت الاطراف الاميركية والاوروبية والاسرائيلية من تدخلاتها المشبوهة في تفاصيل الحياة الايرانية، وارادت ان تجعلها مسلوبة الهوية والتصميم امام ما يجري من هضم وامتهان للحقوق الاسلامية والانسانية في انحاء العالم بعامة وفي منطقتنا بخاصة.
ويمكن مقاربة ذلك المشهد من خلال التصعيد السياسي والعسكري والغزو الثقافي الذي مارسه الغرب المتصهين على ابناء الامة، ولاسيما على الشعب الايراني الذي اريد له منذ اربعينيات القرن المنصرم ان يتحول الى "امعة"وان يكون جسرا يعبر عليه المستكبرون لتكريس سيطرتهم وغطرستهم في العالم العربي والاسلامي.
وقد لعبت الحرب النفسية والدعايات الاعلامية ادوارا خطيرة في هذا الاتجاه، حتى كاد المسلمون يظنون بأن "الصلح مع اسرائيل" بات امرا لابد، وذلك بعدما لمسوا في الزعماء والرؤساء والملوك تراجعا مفضوحا يوحي بالخيبة والانهيار والانهزام امام الاملاءات الاميركية والصهيونية.
الا ان القيادة الربانية للثورة الاسلامية الممثلة بالامام الخميني(قدس سره)، اجهضت هذه الرؤية التشاؤمية التي سادت في ربوع المنطقة، وقد بثّ سيدنا الراحل في الامة كافة روحا جديدة شحذت في ابنائها اسباب الارادة والقوة والتعالي على المصائب والعذابات والانكسارات، ورفض منطق الاستكبار و"لغة الغطرسة" وهي اللغة التي اعتمد عليها الاميركان والاوروبيون في اخضاع الامم والشعوب ولاسيما في ايران.
لقد برهن الخميني  العظيم عن ان الاستكبار الاميركي والصهيونية المجرمة ليسا سوى نمر من ورق وشجع بتوجيهاته المفعمة بالثقة والتحدي، المسلمين والاحرار والمناضلين والشرفاء في العالم على هذ  تحطيم هذه "الهيبة المصطنعة"، كما انه اثبت هشاشة "لغة الغطرسة" وعجزها عن تعبيد الشعوب التواقة للتخلص من قيود العبودية لزعماء القوة والمال وسارقي ثروات المستضعفين في الارض.
من هنا يتضح ان الثورة الاسلامية في ايران وبعد  عشرات السنين من الصمود والمقاومة والتحدي والابداع، استطاعت ان تسحق باقدام ابنائها المجاهدين، الغطرسة الاميركية ــ الصهيونية، وتحولها الى مجال  للسخرية والاستهزاء والتندر على مستوى العالم اجمع. فالغطرسة هي عملية تتنافى مع المبادئ الاخلاقية والقيم الانسانية، وقد نجح المجاهدون الايرانيون بثورتهم المحمدية المباركة في تجاوزها وضربها عرض الحائط.
وها هم اليوم  قد جعلوا من هذه الثورة العملاقة  حاضنة لكل المناضلين والمقاومين الرساليين الذين يقارعون  الاستراتيجية الصهيو اميركية الجديدة القائمة على اشاعة الفتن والخلافات والانقسامات الطائفية والمذهبية في العالم الاسلامي، وذلك بعدما ايقنت بفشل سياسة "العضلات المفتولة" و"عسكرة المنطقة" في تحقيق مآربها السلطوية.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر