في "جمعة غيرة الثوار" وتحت شعار"يا غيرة الله اغضبي" دفاعاً عن الحرائر المعتقلات.. البحرين تشهد يوماً حاسماً في مسيرات الرفض الشعبي للنظام الخليفي

* سلطات المنامة باتت في حالة استنفار كبير مستهدفة المتظاهرين المسالمين برصاص الشوزن والغازات السامة

* سقوط عشرات الجرحى في العديد من مناطق البحرين وقوات القمع الخليفي تداهم البيوت وتعتقل العشرات

* الحشود المشاركة في مسيرة تشييع والدة "نبيل رجب" تطالب باسقاط النظام الخليفي واستبداله بآخر ديمقراطي

* الشيخ عيسى قاسم : ما يجري في البحرين هو صراع بين إرادة العبودية والاستحمار والحرية والانعتاق

* المعارضة البحرينية تطالب بوقف محاكمات الأكاديميين والطلاب والافراج عن رئيس جمعية المعلمين مهدي أبوديب

كيهان العربي – خاص:- شهدت البحرين أمس الجمعة يوماً حاسماً في مسيرات الرفض للنظام الخليفي القمعي الفرعوني خاصة ما شهدته العاصمة المنامة من تظاهرة احتجاجية حاشدة ضد مواصلة آل خليفة المجرمين لقمعهم الدموي للتظاهرات السلمية المطالبة بالتغيير والديمقراطية وحرية الرأي والعدالة، حيث شددت حشود المتظاهرين على أن الشعب البحريني يعيش يوم حزن وحداد بسبب تجاوز النظام الخليفي الطائفي لكل القوانين والمعاهدات.

فقد توجهت  حشود أبناء الشعب البحرين الأبي نحو مجلس فاتحة الشهيد محمد مشيمع الذي سقط بسبب رصاص غدر قوات الأمن البربري الطائفية البحرينية. فيما باتت  سلطات المنامة في حالة استنفار كبير بسبب الأجواء المحيطة حيث تم حصارها أمنياً كخطوات احترازية من قبل قوات الأمن.

وجاءت المسيرات الاحتجاجية التي شهدتها مختلف مناطق البحرين أمس الجمعة احتجاجا على استمرار احتجاز حرائر الثورة واستجابة لدعوات الثوار الاحرار في البحرين للتظاهر في "جمعة غيرة الثوار"، فيما أكد كبير علماء البلاد آية الله الشيخ عيسى قاسم ان الارهاب الرسمي يطال كافة شرائح الشعب.

وتحت شعار "يا غيرة الله اغضبي"، خرجت تظاهرات غاضبة  في جميع مدن وبلدات البحرين احتجاجا على استمرار احتجاز حرائر الثورة، ودفاعا عن الأعراض، وتنديدا بجرائم القتل العمد التي تقترفها السلطات.

وفي بلدة "توبلي" نظم شباب الثورة وقفة تضامنية مع المعتقل محمد التل وباقي معتقلي فعالية جمعة الصمود التي اقيمة في العاصم المنامة قبل اسبوعين.

وقمعت قوات النظام الخليفي المسيرات مستخدمة الغازات السامة ورصاص الشوزن المحرم دولياً ضد المتظاهرين المسالمين حيث طال القمع أكثر من اربعين منطقة ما ادى الى وقوع  عشرات الجرحى  كما داهمت قوات آل خليفة الاجرامية البيوت واعتقلت العديد من المواطنين.

وفي الاطار ذاته رفضت السلطات البحرينية  السماح للمعارض محمد برويز وللحقوقي نبيبل رجب اكمال مراسيم تشييع والدة رجب التي توفيت يوم الخميس بعد أن كانت قد سمحت لهما بالمشاركة ، والذي تحول الى تظاهرة حاشدة ضد النظام الخليفي.

واتهمت النيابة العامة لآل خليفة أمس الجمعة 5 تشرين الأول/اكتوبر 2012 الناشط الحقوقي رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان نبيل رجب بأنه "يشكل خطرا أمنيا ويعرض قوة الشرطة المرافقة للخطر"، متهمةً رجب بأنه " أخل بالقانون وارتكب مخالفات وقام بإلقاء خطاب تحريضي"، للخروج في تظاهرات سلمية!!.

وتحولت مسيرة تشييع والدة الناشط الحقوقي البحريني نبيل رجب المعتقل في سجون نظام الخليفة الدموي ، الى تظاهرة جماهيرية حاشدة في المنامة العاصمة ، ردد خلالها المشيعون هتافات تطالب باسقاط النظام الخليفي واستبداله بآخر ديمقراطي يكون الشعب فيه مصدر السلطات .

وشدد المشيعون على ضرورة محاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين العزل، وفي مقدمتهم الملك حمد ورئيس وزرائه خليفة بن سلمان الذي لا يزال في منصبه منذ اربعين عاما . كما دعا المتظاهرون الى خروج قوات الاحتلال السعودي من البحرين ، واكدوا استمرارهم في الحراك الشعبي حتى تحقيق مطالبهم المشروعة والعادلة .

من جانبه اكد الزعيم الديني الكبير في البحرين سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم أمس في خطبة صلاة الجمعة بمنطقة الدراز بالعاصمة المنامة ان "ما يجري في البحرين هو صراع بين إرادة العبودية والاستحمار وارادة الحرية والانعتاق" مشددا على ان آل خليفة يرون في الشعب عبيد مماليك . 

واضاف سماحته ان "الشعب البحريني يدار على خلاف إرادته ، وان السلطة هي التي تضع بمفردها دستور البلاد ، وتجري عليه التعديلات التي تراها ، وتتحكم في الثروة ، وتقرر من تقتل ومن تبقى ، ومن تقرب ومن تبعد ، ولا رأي مع رأيها .. ولا كلمة تعارض كلمتها" . وتابع قائلا : "إن السلطة ترى أن الشعب عبيد مماليك ، المعاملة الأمثل في حقه أن تكون بالعصي ، وإن استعلى عومل معاملة الأبقار والمطايا" ، مؤكداً أنه في هذا المقام "تصطدم الارادتين: إرادة العبودية والاستحمار .. وارادة الحرية والانعتاق" .

وقال : ان "قبضة السلطة الحديدية واستئثارها بكامل القرار والثروة وبكل الامتيازات، وهيبتها التي تُمس ، هو المهم ولا امر مهما غيره ، وهو أغلى من كل شيء ومن كل الشعب ودينه وقيمه وحاجاته وكرامته وحاضره ومستقبله" .

واوضح الشيخ عيسى  قاسم أن الحرية في نظر السلطة هو "شعار ترفعه الشعوب المغلوبة على أمرها ، وهو ضرب من احلام العبيد الذين يجب أن يبقوا في ذل العبودية وأن يعاملوا بأشد أنواع القمع لينسوا ذلك" . وأشار سماحته إلى "أن ذلك يتجلى في الاصرار على إدانة الأطباء والزج بهم في السجن ، رغم ما سمعته من منظمات حقوقية ودولية ببرائتهم الواضحة ، وأكده تقرير لجنة تقصي الحقائق التي تعهدت بتنفيذ توصيات" ، متسائلاً : "إذا كان هذا موقف السلطة من قضية جزئية رغم وضوح الموقف منها .. فما حال القضايا الكبرى الأخرى التي يعاني منها الشعب؟" .

هذا وقد دعت المعارضة البحرينية عشية اليوم العالمي للمعلم الى وقف محاكمات الأكاديميين والطلاب والإفراج عن رئيس جمعية المعلمين مهدي أبوديب.

وافاد موقع "الوسط" ان النائب الوفاقي السابق السيد عبدالله العالي اكد خلال المهرجان التضامني مع المعلمين الذي أقامته جمعيات (الوفاق، وعد، الوحدوي، التجمع القومي، الإخاء) في المقشع، ان "المعلمون ما زالوا يستجوبون ويفصلون ويستقطعون ويوقفون، فماذا فعلتم في مربي الأجيال واليوم يوم تكريمهم".

ودعت عضو جمعية التجمع الوحدوي سناء زين الدين الى انقاذ التعليم والمعلم، منددة باعتقال رئيس جمعية المعلمين مهدي أبوديب بهذه الطريقة، واهانة المعلمات وضربهن امام طالباتهن.

من جانبه، اعرب عضو جمعية التجمع القومي جعفر كاظم عن اسفه لمحاكمة المعلمين بسبب تعبيرهم السلمي عن رايهم، وطالب بالافراج عن عن رئيس جمعية المعلمين.

وشدد على ضرورة ان تقوم وزارة التربية في البحرين بمراعاة تكافؤ الفرص في تعيين القيادات التعليمية فيها، وتكون النزاهة والكفاءة هي المعيار الذي يؤخذ به.

الى ذلك، اكدت امين سر المكتب السياسي في جمعية "وعد" عائشة بوجيري التمسك بحق الشعب البحريني في محاكمة مرتكبي الانتهاكات بحق الشعب البحريني الاعزل، وطالبت بالافراج عن رئيس جمعية المعلمين مهدي أبوديب وللأطباء وكل الكفاءات.